مقالات وآراء

الخميس - 02 مايو 2024 - الساعة 01:34 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب_عزيز الأحمدي

في صباح الأثنين تلقيت نبأ وفاة المناضل الكبير و الأب اللواء الركن أحمد مساعد بن حسين في سلطنة عمان بعد حياة حافلة بالعطاء و النضال ، برحيله فقدت شبوة و الوطن ابرز رجالته الذين سطروا أنصع الصفحات في تاريخ الوطن ، لقد كان أحد الرجال الذي يشار لهم بالشجاعة و النضال وكنا نسمع من الكبار عن أبرز الصفات التي اتصف بها من الحنكة القيادية و الفطنة و الشجاعة والصراحة التي لازمته حتى مماته

تعرفت عليه في أواخر العام 2018م عندما كنت في بداية كتاباتي و مرحباً به عندما جاء إلى محافظة شبوة قادماً من سلطنة عمان بعد غياب طويل ، وعند توافد الوفود القبلية لترحيب به ذهب رجال قبيلتي آل حمد السُر إلى منطقة جباة مسقط رأسه ولم أكن معهم في تلك الزيارة و لكن عند وصولهم سألهم عني ، و عند العودة أخبروني أنه سأل عني ، سعدت كثيراً و ماهذا السؤال إلا أنه كان من متابعي كتاباتي ، و بعدها بأيام ذهبت إليه إلى مدينة عتق و نزلت إلى المنزل الذي يسكنه و عند عودته من إحدى الزيارات التي كان يقوم بها إلى المكاتب الإدارية بالمحافظة قمت مع مجموعة من الأشخاص للسلام عليه و مر علينا بسلام عادي و أخبره أحد الأشخاص أن هذا عزيز الأحمدي فعاد معانقاً لي متفاجاً في نفس اللحظة أنني أنا عزيز و ظن أنني في عمر كبير ، أخبارك يا عزيز كيف أنت و هل أكملت الدراسة كانت هذه أسئلته لي !! أجبته عنها حينها كنت متخرجاً من الثانوية العامة ، قال من الضروري أن تواصل تعليمك ، كنت أتردد لزيارته كثيراً و بعدها قام بعقد لقاءات مع فئات المجتمع الشبواني ليخرج بتشكيل الهيئة الشعبية و كنت أحد أعضاء الدائرة الإعلامية بالهيئة الشعبية و اصلنا نشاطنا ، وفي أحد الأيام وفي جلسة عصريه أخبرني بأن علي أن أواصل دراستي الجامعية وفي الخارج!! قلت هذه الأيام الدراسات في الخارج هي لأولاد المسؤولين و لا أعتقد بأنني سأنجح في ذلك ! قال حاول و أنا سارشدك على بعض المسؤولين في شبوة و بالفعل قام بالواجب و أكثر و أخرج لي توصيه من أحد أصدقائه و في نفس التوصية إسم آخر هو الزميل عوض الدامر الجبواني و الذي كان نشيط في الإعلام في ذلك الوقت ، و قمت بالذهاب إلى عدن و لكن انصدمت من الواقع الذي وجدته هناك لم يسمعني أحد و لم يساعدني شخص هناك !! و بعد شهر تواصلت باللواء أحمد مساعد في حينها كان في عمان قلت له بما حصل معي ، استشاظ غضباً ، قال يا أبني أنا لست قريباً منك و إلا با يرتكز عكرنا في مكاتبهم !! بهذه الكلمات أجاب عليّ !!

كان أحد الشخصيات التي قامت بدعمي لإكمال دراستي الجامعية و كلما تواصلت به عبر الإتصال أو الرسائل كان يحفزني لإكمال الدراسة و الإجتهاد في التحصيل العلمي يخاطبني أنت قدها يا عزيز ! حتى تخرجت من مرحلة البكالوريوس ، رحمه الله تغشاه كان متواضع كثيراً ، رحل ولن ترحل عني كلماته و مآثره التي خلدها في القلب ، لقد كان الأب و المعلم و القائد الذي أعود إليه في الصعوبات و كان المرشد و الملهم ، و أن كتبت مجلد فلن اوفيه حقه فهو أشهر من نار على علم و اليمن قاطبة تعرفه و له دوره الكبير و النضالي في الساحات قبل وبعد الوحدة وله مواقف نتداولها حتى اليوم و كل مواقفه كانت بطولية نابعة من رجل شامخ لا يخضع أو يخنع ، و لا تنسى شبوة و أبنائها مواقفه التي سيخلدها التاريخ فهو صليب و ضرغام و كل مواقفه مواقف شجاعة وقوة و لا أحد يضاهي ما اتصف به من صفات ، رحل و ترك في قلوبنا جراح لا تندمل و لا تلتئم فهو الرأس و الساس و المتكلم و المتحدث ، ستفقده شبوة و أبنائها فهو حلاّل العقد و كبير القوم وجامع الشمل ، و رغم بعده في بلاد المهجر إلا أنه كان حاضراً في كل مشكلة سياسية كانت أو قبلية وكان لا يتوانى في حل تلك المشاكل وتقريب وجهات النظر فقد كان لا يبخل بالكلمة و المعنى و إصلاح ذات البين و على المستوى القبلي فقد كان يرسل أبنائه و اصحابة لعقد صلح بين القبائل وهو في سلطنة عمان يعاني من الأمراض ، لن تفقد شبوة مثل أحمد ولن تفقد من بعده فهو المرجع و الهامة الوطنية الشبوانية المتدرج في سلالم الدولة المتمرس في السياسة منذ نعومة أظافره ، يحز في نفسي رحيله المبكر و ما أحوج الوطن و ابنائه لأمثاله و لكن لا اعتراض لقدر الله و كل نفس ذائقة الموت ولا نقول إلا إنا لله و إنا إليه راجعون ، و نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا ،

(وداعاً أبا يوسف 💔✋🏻)

الاسيف عزيز محمد الأحمدي