مقالات وكتابات


الإثنين - 02 يوليه 2018 - الساعة 10:56 م

كُتب بواسطة : سعيد النخعي - ارشيف الكاتب


الفرصة السياسية لاتنتظر أحدا ، لأن ما تستطيع فعله اليوم قد لاتستطيع فعله غدا ، وما لم تفعله اليوم قد يصبح مجرد التفكير فيه غدا مستحيلا .

اهدار الفرص في الوقت بدل الضائع في أي معركة سياسية يورث حسرة مضاعفة ، حسرة الضياع ، وحسرة انتهاء الوقت المتاح للتّعويض ، لأن أبواب الفرص لاتظل مشرعة للأبد ، فأن لم تستغلها لصالحك ؛ سيستغلها الآخرون ضدك .

يجب أن يبدأ العمل بإعادة بناء مؤوسسات الدولة ، على أساس الكفاءة ، والمواطنة المتساوية ، وليس على حساب ، المحاصصة المناطقية ،أوالحزبية ، لذا يجب أن يبدأ الاصلاح من مكتبك يافخامة الرئيس ، من خلال إعادة تفعيل مؤوسسة الرئاسة ، والأمانة العامة لها ، من خلال عمل مؤوسسي ، واختيار فريق يعمل تحت إشرافك ، من ذوي الكفاءات السياسية والاقتصادية، والإعلامية ، يتولى هذا الفريق إدارة الملفات الكبرى ، من حيث التنفيذ ، والمتابعة ، والاتصال مع الأطراف السياسية الفاعلة والمؤثرة لتذليل الصعاب ؛ أمام عمل المؤوسسات التنفيذية ، وبهذا تكون ضمنت اتصال الحلقة ، من القاعدة حتى القمة وفقا للتسلسل الهرمي لأي بناء مؤسسي ، وبهذا يسهل عليك الإشراف، والمتابعة ، والمراقبة ، والمحاسبة، والتقييم للأداء من خلال ماتحقق من أهداف على الأرض .

ايجاد أنموذجا يكون عنوانا للشرعية ، وانطلاقا لمشروعها السياسي ، وهذا الأنموذج يجب أن ينطلق من عدن ، فرقعة عدن الصغيرة ، وقلة سكانها ، ووجود المقومات الاقتصادية ، كالميناء ، والمطار ، والبنك ، وكذا وضعها السياسي كعاصمة مؤقتة ، وغيرها من المقومات يجعل من عدن أرضية صالحة لتنفيذ هذا المشروع ، الذي يجب أن يبدأ بتنسيق الجهود بين الشرعية والتحالف ممثلا بالسعودية والإمارات ، فبناء هذا الأنموذج ، ونجاحة ، هو نجاح للسلطة الشرعية والتحالف معا ، وسيره سيرا متوازيا مع ماتحقق من انتصارات عسكرية على الأرض ، يعزّز من موقف السلطة الشرعية ، ومن وجود التحالف كطرف رئيس في حرب اليمن ؛ فتماهي الأداء الحكومي مع أهداف التحالف المعلنة ، يعزز من موقف السلطة الشرعية والتحالف على حد سواء ، في أروقة التفاوض الدبلوماسية في المحافل الدولية ، على المستوى الخارجي ، ويعزز الثقة بين المواطن والسلطة على الصعيد الداخلي ؛ من خلال إعادة الخدمات ، وتفعيل المؤوسسات الخدمية ، واستعادة الدولة للمرافق الإيرادية من قبضة المليشيات ، وعلى رأسها الميناء ، والمطار ، والضرائب وغيرها ، هذا سيعزّز من تماسك الجبهة الداخلية من جهة ، وسيعيد ثقة المواطن بالسلطة الشرعية والتحالف من جهة آخرى .

نجاح أنموذج عدن السياسي والاقتصادي ؛ سيكون حافزا لبقية المناطق التي تخضع لسيطرة المليشيات الانقلابية ، لأن الناس حينها ستقارن بين نموذجين حسن وسيئ ، وليس كما هو اليوم بين سيئ وأسوى .

اطالة أمد الحرب لايخدم الشرعية ، ولا التحالف على حد سواء ، بل يُعزّز من تذبذب موقف المجتمع الدولي تجاه الشرعية من جهة ، وتدخل التحالف في الصراع اليمني من جهة آخرى ، وسيزيد من قناعة المجتمع الدولي في التعامل مع الحوثيين كسلطة أمر واقع في المناطق التي يسيطرون عليها ، ويضيّق الخناق على التحالف من خلال الضغط على دوله ؛ وخاصة السعودية والإمارات ؛ بحجة أن وجودهما هو تدخل في صراع داخلي لدولة مستقلة ذات سيادة ، وليس بطلب من سلطة شرعية ، وستجيّر نتائج الحرب الاقتصادية والإنسانية ضدهما ، وسيتحوّل الملف اليمني إلى ملف ابتزاز ؛ تبتزهما به الدول العظمى ؛ إذا استمرت الحرب أكثر مما ينبغي ، وسار أداء الشرعية والتحالف بهذا الترهل ، والتنافر ، وعدم العمل بروح الفريق الواحد .