مقالات وكتابات


الجمعة - 12 يناير 2018 - الساعة 07:27 م

كُتب بواسطة : سالم لعور - ارشيف الكاتب


انتهاكات بكل الزوايا والمقاييس والاتجاهات .. أينما يممت وجهك ستجد ألف انتهاك وانتهاك .. تعددت الانتهاكات والجاني واحد .. لا اجد مبررا لصمت الهيئات والمنظمات الدولية إزاء الانتهاكات التي يتعرض لها شعبنا اليمني بمختلف انتماءاتهم السياسية والاجتماعية والمدنية والمهنية وغيرها ، وخصوصا خلال الثلاث السنوات الأخيرة منذ اندلاع الحرب في اليمن .*الانتهاكات التي ارتكبت في اليمن من قبل ميليشيات الحوثيين سجلت ارقاما قياسية مقارنة بدول العالم أجمع وفاقت الانتهاكات التي ارتكبها إسرائيل باعتبارها من أوائل دول العالم في تكريسها لسياسات التمييز العنصري وارتكاب الانتهاكات ومصادرة حقوق الإنسان.*الانتهاكات التي ارتكبت من قبل الميليشيات الحوثية في اليمن تستدعي المجتمع الدولي تصنيفها منظمة إرهابية كونها استهدفت مختلف فئات وشرائح المجتمع من مدنيين وسياسيين معارضين وصحفيين ونساء وشيوخ وأطفال ومهمشين . . انتهاكات وجرائم قتل واختطافات واعتقالات وإخفاء قسري وتعذيب ونهب وتدمير ممتلكات عامة وخاصة وتفجير المنازل ودور العبادة وتشريد المواطنين وزرع الألغام والتجنيد الإجباري وخاصة الأطفال والزج بهم في محرقة ساحات القتال ، واقتحام المدارس لإجبار المعلمين للمشاركة في القتال ، وفرض أتاوات على الأسر التي لا ترفد جبهات القتال بأطفال قصر أقل من سن 14 سنة ، وكذا المحلات التجارية وشركات الصرافة وغيرها من الأعمال الإرهابية والاستفزازية في كل المناطق الواقعة تحت سيطرة هذه الميليشيات الخارجة عن القوانين والأعراف .*الانتهاكات التي ارتكبها الحوثيون كثيرة ومتعددة الجوانب ،وفي هذا الحيز سأعرج على أبرز الانتهاكات التي تعرض لها الصحافيون في اليمن ، ويظل الغموض هو السائد على تفكيري في معرفة الإجابة على سؤال ما سر الصمت المطبق / المتعمد من قبل الهيئات والمنظمات الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان عامة وحقوق الصحافيين خاصة جراء الانتهاكات التي تطالهم يوميا من قبل الآلة القمعية الأمنية والاستخبارية لميلشيا المتمردين الحوثيين المدعومة من إيران .*قرات مؤخرا تقريرا حقوقيا صدر عن نقابة الصحفيين اليمنيين أكد مقتل 21 صحفيا منذ انقلاب الميليشيات الحوثية على السلطة الشرعية في اليمن مطلع مارس 2015م ، واختفاء 18 صحفيا ما يزال مصيرهم مجهولا ، و 130 انتهاكا ل 195 صحفيا ومؤسسة إعلامية في النصف الاول من العام 2017م فقط ، وصدور حكم غير قانوني بإعدام الصحفي يحيى الجبيحي .ومن الانتهاكات أقدام الحوثيين على قتل 3 مصورين هم وائل العبسي وتقي الدين الحذيفي وسعد النظاري بقذيفة أثناء قيامهم تغطية المواجهات بتعز جنوب غربي اليمن ، وإعدام 4صحفيين اثناء هجوم الميليشيات الحوثية على مقر قناة " اليمن اليوم " بعد إطلاق النار عليهم وتركهم ينزفون دما حتى الموت .وكشف امس تقريرحقوقي في مؤتمر دشتنه منظمة " صدى " أرقاما قياسية ومخيفة عن انتهاكات ميليشيا الحوثي بحق الصحفيين ، وأوضح التقرير انه تم رصد 2250 انتهاكا ارتكبتها جماعة الحوثيين أي ما نسبته 85% خلال الثلاث السنوات المنصرمة منذ بدء الحرب مطلع العام 2015 م ، وأكد التقرير أن 22 صحفيا قدموا أرواحهم ثمنا للحقيقة ، فيما لا يزال 15 صحفيا يخضعون ل 25 نوعا من انواع التعذيب الوحشي كالتعليق بالأيدي والأرجل معظم ساعات والضرب وتعرضهم لمهاجمة الكلاب البوليسية ووضعهم كدروع بشرية .*الصمت الجبان تجاه الانتهاكات التي تطال الصحفيين في اليمن هو العنوان البارز لأهم المنظمات الدولية للدفاع عن حرية الصحافة والإعلام كالاتحاد الدولي للصحفيين في بروكسل ولجنة حماية الصحفيين الدولية بنيويورك ومراسلون بلا حدود بفرنسا والمعهد الدولي لسلامة الأخبار بلندن وغيرها ، حيث ان وضع الحريات الصحفية حرج للغاية بسبب إصرار ميليشيا الحوثي مواصلة مسلسل الانتهاكات ضد الصحفيين والعاملين في الحقل الإعلامي ، وتعد محافظة صنعاء الأكثر تعرضا للانتهاكات  التي تم توثيقها من قتل وتهديدات واختطافات وملاحقات واعتقالات واعتداءات جسدية ، وتجاوزت الميلشيا الحوثية ذلك بارتكاب انتهاكات إدارية بتوظيف المئات من أنصارها في مجال الصحافة والإعلام دون كفاءة أو مؤهل ، وإقصاء ممنهج للكوادر المؤهلة وإحلال حوثيين بدلا عنهم ، فهل نرى تحركا دوليا من جانب المنظمات الإنسانية الدولية المعنية للدفاع عن حرية الإعلام والصحافة للضغط على ميليشيات الحوثي بوقف اعتداءاتها على الصحفيين والحريات ،وإحالة مرتكبي الجرائم  للمساءلة أمام المحاكم الدولية ، وفرض عقوبات من قبل المجتمع الدولي على ميليشيا الحوثي واعتبارها جماعة إرهابية ،وينطبق الحال على كل المنظمات الدولية لحقوق الإنسان بشكل عام لتقوم بدورها في حث حكوماتها والمجتمع الدولي بمختلف هيئاته لوقف الانتهاكات واتخاذ أقصى العقوبات واعتبارها جزءا لا يتجزأ من المنظمات الإرهابية .