مقالات وكتابات


الخميس - 10 يونيو 2021 - الساعة 01:32 م

كُتب بواسطة : جمال أبوبكر السقاف - ارشيف الكاتب



وما من كاتب إلا سيفنى *** ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شيء *** يسرك في القيامة أن تراه.

يتعجل الكثيرون في تسطير مواقفهم وأرآئهم في صفحاتهم، دون مراعاة آثار مايكتبونه، على الأجيال، أوعلى أنفسهم، وأخطر مايُكتب ما كان في الآخرين، مدحا أوقدحا، لأن الكاتب حينها يقيد شهادته فيمن يكتب عنهم.
قال تعالى: (سَتُكۡتَبُ شَهَـٰدَتُهُمۡ وَیُسۡـَٔلُونَ)
[سورة الزخرف 19]

ومن خطر الكتابة، من ينقل الأخبار، دون تمحيص لها، أو تثبت، فينساق خلف كتابات لها دوافع شخصية أو مآرب سياسية، فيصيب أقواما بجهالة.
قالى تعالى:((یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن جَاۤءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإࣲ فَتَبَیَّنُوۤا۟ أَن تُصِیبُوا۟ قَوۡمَۢا بِجَهَـٰلَةࣲ فَتُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَـٰدِمِینَ)
[سورة الحجرات 6]

وهاهو القرآن يجلي لنا الأمر، في أنصع صورة وأوضحها، حين ولغ المنافقون في عرض رسول- صلى الله عليه وسلم- ولم يسلم من ذلك بعض الصحابة- رضوان الله عليهم- نتيجة التعجل وعدم تمحيص الأخبار والنقولات.
قال تعالى: (إِذۡ تَلَقَّوۡنَهُۥ بِأَلۡسِنَتِكُمۡ وَتَقُولُونَ بِأَفۡوَاهِكُم مَّا لَیۡسَ لَكُم بِهِۦ عِلۡمࣱ وَتَحۡسَبُونَهُۥ هَیِّنࣰا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِیمࣱ)[سورة النور 15]

وقد تستهوي بعض الكتاب، كثرة الإعجابات والتعليقات، فيبادر ليكتب مايطلبه المتابعون، لا كما يعلم أو ما هو عليه الواقع، فيقع في المحظور.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ) رواه البخاري ومسلم

ولربما يتتبع الكاتب كتابات غيره، ممن هم على شاكلته، أو في حزبه، أو تبعا لشيخه، فيسارع لنقل كلامهم ومقالاتهم، دون تروٍ أو تردد.
فتهوي به في درك الشقاء.

فيا أخي الحبيب: عليك أن تنظر فيما تكتب، وتفكر قبل أن تسطر، فإن كل ماتكتبه في صفحتك، أو تنطق به، مرصود،محفوظ.
(مَّا یَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَیۡهِ رَقِیبٌ عَتِیدࣱ)
[سورة ق 18]

كتبه/ جمال أبوبكر السقاف
يوم الخميس: ١٤٤٢/١٠/٢٩هجرية