قصص الشهداء

الأحد - 12 أبريل 2020 - الساعة 11:26 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /كتب_محمد مقبل أبو شادي


هون علينا يا وجع المراثي فالراحل لا يغيب دوما..
ضم الكلمات و احتضن القوافي، و فسر تمائم الروح الندية، التي سكنت قلوبنا، و استوطنت وسط الصدور، قسرا، و عنوة، و ثبات..
كل شيء من حولنا في حالة دوران، إلا أنا لا زلت واقفا على باب الذكرى، أحاول تفسير مشاهد درب عظيم، أشرق فيه نجمك الذي أنار أحراش كل القلوب المعتمة يا نورا و ثورة..

من أين كنت تستلهم معاني ثباتك، كمحارب أجاد الفنون القتالية، و حاز الصدارة، حتى في الرحيل؟
عشت بيننا رجلا عظيما، مبتسما دون التمييز بين هذا و ذلك، متواضعا حد الخجل يا فخر المجد..

كنت روحا عظيمة علمتنا القيم، و التسامي، لتصبح بين الجموع نعم المدرسة..
كنت محاربا باسلا، علمتنا كيف نتعامل مع الغزاة، و نجابه المخاطر، يا أعظم ثورة..
كنت لحظة ارتقاء استهادي بطولي فارقة، علمتنا كيف يكون الفقد الحقيقي، يا راحلا تتجدد ذكراه كل لحظة، و لحظة..

نم بعين قريرة يا سيد الراحلين، فبعدك حتى الحجارة، و الأشجار تقاتل..
توسد التراب الذي دفعت روحك مهرا له، و ثمنا لكرامته، و دعني أتذوق الذكريات المريرة، و غياهيب رحيلك الجائر..
تنعم بالنوم و الخلود الأبدي، و اهدني كل يوم من ماضي مسيرتك العابرة درسا كوجبة روحية نافعة..

كلهم توشحوا أوسمة الخلود، و رحلوا بصمت رهيب، إلا أنت لا تزال عالقا بين الأمنية، و المحال .. و الليالي المعتمة التي تسود من هول ذكراك..
أبكتنا دروب الرحيل سويعات و أياما، إلا ان ذكراك وحدك، تبكينا كل يوم، فهل تنفع يا سيدي عليك الدموع؟

ستبقى فصول رواية المجد، التي تنقضي أيامي، و أنا لا زلت أحاول كتابة المقدمة..
ستبقى ذلك الغائب الذي أبحث عنه بين القوافي، و الدفاتر، و الصور الحزينة، و الأحاديث الصامتة..
ستبقى وطنا يبكي و تنال منه الأعادي، لكنه لا يموت، و لا ينسى..

خمسة اعوام يا خويل، ولا تزال راحل الساعة الأخيرة من يومي هذا و القادمة، و كل يوم.
لم رحلت لم فارقتنا ابتسامتك، و روحك؟
حين كنت لنا ذات الوطن، و الهوية، و بندقيتك أعظم راياتي…!
هل ستنتهي ذات يوم؟ يا ريح الخريف التي أسقطت أوراق أدبياتي و المشاعر!

مع السلامة يا إرث الماضي الحزين، و المستقبل المعدوم الذي يبكي دوما ذكراك و رحيلك كل لحظة..

الثالث عشر من نيسان، تهل اليوم ذكراك سيد الثوار و المآتم، تهل ذكرى عظيمة إليمة لتذكرنا بملحميات صمود البندقية، و ليال حزينة مذ أنت توشحت ذلك الوسام، لتبقى قائدنا، فخرنا، معلمنا، أسطورتنا، أشدنا، أجدرنا، أولنا، و ملهمنا على الدوام..
أعوام حزينة مضت تنعيك النهار طولا حد غروب الشفق فسلاما على روحك...!

#معركة_صمود_الجبال
#محمد_مقبل_أبو_شادي