حوارات وتحقيقات

الخميس - 01 يونيو 2023 - الساعة 12:08 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/آراء واتجاهات

المثل السائر: "اتق شر من أحسنت إليه!", ليس صحيحا بصيغته المبتورة هذه, التي قد تكون منفرة من الإحسان لدى البعض. والله تعالى يحب المحسنين, وأمر بالإحسان, ومن أسمائه المحسن, وإحسانه إلى خلقه دائم مطردإ.

وصوابه أن يقال: "اتق شر من أحسنت إليه من اللئام!". وهو ما ذكره الشاعر الفحل أبو الطيب المتنبي حين أبدع فقال:

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
        وإذا أنت أكرمت اللئم تمردا

وليس الكرم أن تكون مضيافا - كما قد يتصور البعض - وإنما هو أوسع معنى من ذلك, وأساسه محاسن الأخلاق التي جاءت بها الشرائع السماوية, وجمعت كلها في شريعة الإسلام, وجبل الله كثيرا من خلقه على بعضها.

وحتى حاتم الطائي, الذي يضرب به المثل في كرمه, كان كرم ضيافته نابع من أخلاق كريمة جبل عليها ووقرت في صدره, وليست في ذات ضيافاته التي هي أثر لما وقر في قلبه, وقد جاء بأبلغ ما قيل في كرم الضيافة! فقال:

أُضاحك ضيفي قبل إِنزال رحله
             ويخصبُ عندي والمحلُّ جديبُ
وَما الخصب للأَضياف أَن يكثر القِرى
                  ولكنما وجه الكَريم خَصيبُ

والله تعالى أعلم!
ودمتم سالمين!