مقالات وكتابات


الأربعاء - 22 يوليه 2020 - الساعة 11:51 ص

كُتب بواسطة : جمال أبوبكر السقاف - ارشيف الكاتب



بات التنافس في استغلال مواسم الطاعات ظاهرة ملحوظة في أوساط المسلمين-ولله الحمد- فصار الكثير منهم يسارع لفعل الخيرات فيها، ومن تلك المواسم أيام العشر من ذي الحجة، والتي قال عنها-صلى الله عليه وسلم-
"ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام! قالوا يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء " [ أخرجه البخاري ]

فالعمل الصالح تتنوع أبوابه ولاتحصى أنواعه، فالذكر وتلاوة القرآن والصدقة والصوم والعمرة والحج وبرالوالدين وصلة الأرحام والسعي على الأرامل والأيتام وإدخال السرور على الناس وغيرها، من العمل الصالح الذي يشرع الإكثار منه في هذه الأيام.

ولما كانت أبواب الخير كثيرة وأيام العشر معدودة، فإن على المسلم أن يكون حاله، حال أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حيث كانوا يسألونه: أي الأعمال أفضل؟
لينالوا أعلى درجات الفضل، وينشغلوا بالأفضل والأكمل، وفي كل خير.

ولاشك أن أفضلية الأعمال تختلف من شخص لآخر، ولذلك تنوعت إجابة النبي- صلى الله عليه وسلم- للسائلين حول أي الأعمال أفضل، فتارة يجيبهم ب( الصلاة على وقتها) وأخرى(عليك بالصوم ) ومن هنا فإن أفضل الأعمال تكمن حيث يجد المرء طمأنينة نفسه وسكينة روحه والنفع لقلبه،

وكذا أفضلها ماكان فيه مراعاة لوقتها، ففي وقت الجهاد مثلا، يكون هو أفضل من غيره من العبادات، وهو مايسميه العلماء(بعبادة الوقت).
والخلاصة أن على العبد أن ينشغل بالأفضل على المفضول، والمتعدي على القاصر، وبالحال على الآجل، وبالأنفع لقلبه.

ولأن الذكر يورث العبد طاقة في الجسم وطمأنينة في القلب، وميسر للمرء، ويستصحب مع بقية الأعمال، أوصى به النبي- صلى الله عليه وسلم- في أيام العشر.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» (أخرجه أحمد: وصحّح إسناده أحمد شاكر).

والمقصود هو إعمار هذه الأيام بالأفضل من العمل الصالح والأهم والآكد. والمغبون من مرت عليه مثل هذه المواسم ولم يغتنمها، ولم تغير من حاله.

اللهم وفقنا لاغتنامها وتقبلها منا خالصة لوجهك.

جمال عبدالله أبوبكر
الثلاثاء١٤٤١/١١/٣٠هجرية
الموافق: ٢٠٢٠/٧/٢١م