مقالات وآراء

الأربعاء - 08 مايو 2024 - الساعة 08:26 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/مقال لـ"حسن الكنزلي"


لقد أظهر طوفان الأقصى أن الكيان الصهيوني عكس ما جعلنا الإعلام الموجه نظنه! وأنه يحمل في أحشائه كل مقومات السقوط والهزيمة! ولولا حبل التعاطف والتأييد، والدعم الأمريكي الغربي السريع بالمال والعتاد النوعي؛ لأنتهت دولة الصهاينة خلال أيام على يد عصبة بسيطة من الأبطال العزاويين!
ويدرك الكيان الصهيوني أن صحوة الغرب ووعيه بحقيقة القضية الفلسطينية وتعاطفه مع الفلسطينيين، هو ما قد يتسبب في تمزيق هذا الحبل، وهو ما يخشى الكيان حدوثه؛ لأنه به يستمد بقائه واستدامته؛ ولهذا يريد أن يبقي التعاطف الغربي دوما لصالحه. ولما شعر بميله شيئا ما تجاه الفلسطينيين؛ ابتكرت وسيلة لصرف التعاطف عن الفلسطينين صوب اليهود؛ حتى لا ينقطع الحبل. فكانت هذه الوسيلة هي حرب وخسائر وهميتين، وتهويل إعلامي لهما، بينه وبين إخوان له يهود لبسوا عبائة وعمامة الإسلام من قبل وجود هذا الكيان، وتذرعوا بتشيعهم المكذوب. تلك الحرب، التي لم تعطى لها الإشارة الخضراء إلا بعد تأمين خط بري يشق الإمارات والسعودية والأردن؛ ليصل إلى البحر الأبيض المتوسط مؤمنا وصول السلع إلى أوروبا والكيان أسرع بكثير مما عليه كان عبر باب المندب، وبطبيعة الحال تمر السلع أولا عبر مضيق هرمز!
إذن هذه الحرب الوهمية إنما هي مسرحية على أرض الوقع الهدف منها صرف تعاطف تلك الشعوب مع الفلسطينيين إلى اليهود. وبذلك تظافرت الجهود الصليبية والصهيونية والصفوية والنفاق العربي على تعزيز مقاومة الحبل لعوامل تقطيعه، وصارت المقاومة الغزاوية الباسلة هي الوحيدة التي تحاول توهين هذا الحبل، وليس لها من دون الله ولي ولا ظهير ولا نصير! وركن الله هو القوي المتين! ونصره آت ولو بعد حين! {..وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.
هذا الحبل هو ما ذكره الله -تعالى- في قوله:
{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ} [آل عمران: 112].
فعلينا أن ندرك هذا! ونساهم جميعا، بكل السبل المتاحة المباحة في توهين هذا الحبل، وصرف تعاطف الشعوب باتجاه إخواننا الفلسطينيين، كل بما يتقن ويحسن وبما آتاه الله من مواهب وقدرات.. ولنعلم أن ذلك ضرب من الجهاد، الذي ينبغي أن نخلص فيه لله تعالى، وأن نحسنه {.. وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]،و{.. وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134].
والله المعين!
ودمتم سالمين!
ونصر الله فلسطين!