الوطن العدنية/كتب/خالد محمد الحنشي
القارئ البسيط لسياسة ايران الخارجية يراها سياسة حمقى وعربدة تجاه العرب
وهزلية ومجرد مسرحيات مع اسرائيل والغرب
لكنها في الحقيقة سياسة تتسم بنمط مفرط في الذكاء والحكمة والدهاء السياسي البعيد والعميق
فهي تبني قدراتها العسكرية بشكل متسارع
وتنمي اذرعها ومخالبها في المنطقة العربية لزيادة رصيدها العسكري والاستراتيجي
وتعزيز اوراقها السياسية امام اعدائها وبشكل يكتنف عدة اساليب
من الشد والجذب والمد والجزر
ففي الملعب العربي الضعيف الرخو تستخدم مخالبها وانيابها بكل جرءة وشجاعة كونها تثق جدا بان هذا الملعب لن تنالها منه اي ركلات ولو حتى مرتدة اضافة الى انها تدرك جيدا ان الغرب يتماهى مع مشروعها في المنطقة العربية بنيّة تحجيم وتخنيع الكيانات العربية لتظل رهينة للابتزاز وللحماية الغربية
خاصة بعد اسقاط العراق وتسليمه لايران من قبل الامريكان والانجليز رغم العداء الغربي الايراني.
اما بخصوص سياستها مع اسرائيل فهي تستخدم الرعد والبرق بدون مطر ولا حتى صواعق وتملأ الدنيا ضجيجا واعلامها خشن جدا تجاه اسرائيل دون هوادة او مهادنة
وذلك بهدف استمالة وجذب اكثر عدد في المجتمعات العربية والاسلامية
لكن لا يعني ذلك ان ايران تعمل مسرحيات مع اسرائيل فالعداء بين الدولتين شديد جدا وكل دولة تتمنى انها تستطيع سحق الاخرى بدون تكاليف
لكن الذكاء الايراني والحكمة تجعلها تتقبل الصفعات والاهانات وتمتص الضربات الاسرائيلية الغربية بمضض فهي تدرك من هي اسرائيل ومن هو الغرب الواقف بجانبها وتعلم ان اي تهور وطيوشة تقوم بها للرد على الصفعات الاسرائيلية سيعقبها رد اسرائيلي اعنف وستكون ايران امام حرب مفتوحة مع امريكا والغرب ستنهي ايران عن الوجود وستمحى من الخارطة
ولذا فايران لا تملك الا التهديد والوعيد ومحاولة حفظ ماء وجهها بضربات هزلية بعد الاتفاق عليها مع الامريكان واطلاع الاسرائيليين على تلك الضربات مسبقا
وحتى لو هاجمت اسرائيل مفاعلها النووي ودمرته فلن ترد ايران
وذلك لا يعني ان ايران جبانة او تمارس مسرحيات بل حكمة وخيار ذكي ليس لايران غير ذلك والا فمصيرها مصير عراق صدام الاحمق الارعن الذي تخيل نفسه شرطي المنطقة والعالم وظن ان امريكا نائمة فهدد وغزا جيرانه وعربد فتم سحله وتمريغه وسلخه وذهب العراق ومجده واصبح درسا تستفيد منه ايران
وحتى في سياستها التفاوضية مع الغرب بشأن ملفها النووي تراها تستخدم الشد والارخاء اشبه بشعرة معاوية فكلما رأت الغرب شد أرخت ولانت وكلما أرخى الغرب شدت واستغلت بحيث لا يحصل صدام معهم ستخسر فيه كل ما حققته وانجزته طيلة عقودها الأربعة.
خالد محمد الحنشي
